تدخل في هذه الحلقة بطولة الامم الافريقية مراحلها القوية، حيث بدأت المنتخبات السوداء تنتهج اساليب جديدة غير الاساليب الفطرية التي كانت تلعب بها.
فاصبحت القوة ممزوجة بالفكر الكروي والخطط وبدأت الفرق في التقاط المدربين الاجانب ذوي الخبرة وهذا مالم يكن موجودا في
البطولات العشر التي قدمناها من قبل. واليوم لدينا خمس بطولات اخري لعبت في فترة الثمانينات وهي الفترة التي شهدها الكثير من وهي:
- البطولة الحادية عشر: استضافتها غانا سنة 1978 وكانت فرصة لها ان تكون اول دولة تفوز بالكأس ثلاثة مرات وتحتفظ بالكأس مدي الحياة، فالبطولة تقام علي ارضها وبين جمهورها العاشق لهذا المنتخب، وقد شارك في هذه البطولة 8 منتخبات قسمت الي مجموعتين وتأهل اول وثاني كل مجموعة الي الدور نصف النهائي الذي فازت فيه غانا علي تونس 1-0 بينما فازت اوغندا علي نيجيريا 2-1 ليصعد المنتخبان الي الدور النهائي.
وفازت غانا باللقب الغالي بعد ان تغلبت علي اوغندا بهدفين مقابل لا شيء،ولم تفوت الفرصة التي ربما لن تتكرر لتكون اول دولة تحتفظ باللقب الافريقي وتفوز ثلاث مرات بكأس عبد العزيز سالم، وقد نال لقب هداف هذه البطولة الاوغندي اموندا برصيد 4 اهداف.
- البطولة الثانية عشر والبداية النيجيرية: سجلت نيجيريا اسمها للمرة الاولي في سجل البطولات الافريقية بفوزها بلقب الدورة التي اقيمت علي ارضها، وكان يقودها حينها المهاجم الاسطورة سيجون اوديجبامي الذي نال لقب هداف البطولة مناصفة مع المغربي عبيدي برصيد 3 اهداف لكل منهما، وقد شارك في هذه البطولة 8 منتخبات صعد منها الي الدور النهائي منتخب الجزائر الذي فاز علي مصر في الدور قبل النهائي بنتيجة 4-2، ومنتخب نيجيريا الذي فاز بدوره علي المنتخب المغربي في قبل النهائي بهدف مقابل لا شيء.
وفازت النسور الخضر باللقب لاول مرة في تاريخ مشاركتها بالبطولة بعد ان الحقت بالجزائر الهزيمة بثلاثية نظيفة في مباراة كانت غاية في السهولة للمنتخب النيجيري، بينما حلت المغرب ثالثة.
- البطولة الثالثة عشر: اقيمت عام 1982 في ليبيا واقيمت علي ملاعب صناعية، واستغل المنتخب الليبي عاملي الارض والجمهور ليصل للمباراة النهائية، ولكنهم خسروا البطولة امام المنتخب الغاني صاحب الثلاث القاب في مباراة ماراثونية مثيرة انتهي وقتها الاصلي والاضافي بالتعادل بهدف لكل فريق، ويحتكم الفريقان بعد ذلك لركلات الجزاء الترجيحية واحتبست معها انفاس الجمهور الليبي.
حسمت غانا اللقب بفوزها 8-7 واحرزت الكأس للمرة الرابعة في تاريخها وقد جاء المنتخب الزامبي في المركز الثالث ونال جورج الحسن لاعب المنتخب الغاني لقب هداف البطولة برصيد 4 اهداف.
- البطولة الرابعة عشر واللقب الاول للكاميرون: كانت بطولة المفاجاءات، فقد اقيمت هذه البطولة علي ارض ساحل العاج عام 1984 وكان منتخب الافيال في هذا الوقت من اقوي المنتخبات الافريقية، ولكنه تلقي صفعة قوية بخروجه من الدور الاول للبطولة، وحملت البطولة المفاجأة الثانية بخروج مبكر لغانا حاملة اللقب من نفس الدور بعد ان حلت ثالثة في مجموعتها.
وصعد منتخب الكاميرون لنهائي البطولة بعد فوزه علي الجزائر بركلات الترجيح 5-4 ويلاقي نيجيريا التي فازت بدورها في نصف النهائي علي منتخب مصر بركلات الترجيح 8-7 بعد ان كان المنتخب المصري هو الاقرب للصعود لنهائي البطولة حيث تقدم بهدفين الا ان منتخب النسور عاد للمباراة وتعادل الي ان انتهي الوقت الاصلي والاضافي بنفس النتيجة.
احرزت الكاميرون كأس البطولة الاول لها بعد فوزها علي نيجيريا 3-1 في المباراة النهائية التي جاءت من العيار الثقيل، وحلت مصر رابعة بعد خسارتها امام الجزائر 3-1 وفاز المصري طاهر ابو زيد بلقب هداف البطولة برصيد 4 اهداف.
- البطولة الخامسة عشر والعودة المصرية: عادت القاهرة لتحتضن الامم الافريقية في البطولة التي اقيمت عام 1986، وكانت هذه البطولة تتميز بقلة الاهداف حيث سجلت فيها 30 هدف فقط جاءت باقدام لاعبي 8 منتخبات، وكان واضحا ان كل الفرق كانت تلعب من اجل عدم الخسارة وهذا ما كلف المنتخب المصري خسارة المباراة الافتتاحية امام السنغال بهدف مقابل لاشيء.
ولكن مصر تمكنت من عبور كبوتها بالفوز في المباراتين التاليتين لتصعد كأول المجموعة وتفوز علي المنتخب المغربي في نصف النهائي بهدف طاهر ابو زيد هداف البطولة الماضية،و تتقابل مع الكاميرون في النهائي بعد فوز الاخيرة في نصف النهائي علي المنتخب الايفواري بنتيجة 1-0.
كادت مصر ان تخسر المباراة النهائية امام الكاميرون ولكنها تمكنت من الفوز بضربات الجزاء الترجيجية 5-4 بعد انتهاء الوقت الاصلي والاضافي للمباراة بالتعادل السلبي بين الفريقين، وحسمت مصر اللقب الثالث لها بعد ان غاب عنها لاكثر من 30 سنة، وجاءت ساحل العاج ثالثة بفوزها علي المغرب 3-2.
وبهذا ندخل الي المراحل الاقوي من خلال الحلقات القادمة وهي البطولات الـ15 المتبقية لنا حتي الوصول الي الاراضي الغانية التي تحتضن البطولة وننتظرها جميعا بشغف لنري اخر التطورات التي لحقت بالكرة الافريقية التي تتقدم عاما بعد عام ونري فيها كل ماهو ممتع