يـابـحـــر
يابحـر روحـك في جـنبيّ تنسـكبُ
والقـلب منّي على شـطيّك مـنتصبُ
ألا تراني وهـذا المـلح فـي رئتي
عـلى الجـــبين تلالا درّه الرطـبُ
حتى المـلامـح فيك اليوم تشـبهـني
قد صرت منك وفيك الآن أنتســبُ
مـذ عانقـتك عـيونٌ شــفـّـها ولهٌ
وأبصـرتك بعـيني وهـي تهـتضـبُ
أنظـر إليها بأحــلامــي وأمـنيتي
واهـمـس لحـبّي وفـائي مابه ريبُ
يابحـر روحـي وقـد جاءتك مسـرعة
عـلى ضفـافــك ترنو ثمّ ترتقــبُ
هنا الحـبيب هنا الآمـال أجـمـعـها
وفـوق رمـلك كم تلهـو وكـم تثبُ
فـتنشـر الدفء والآفـاق ترمـقـها
صـبح تنفـّـس فالأكـوان تخـتصِـبُ
أمّا ( أناه ) ومـن أضـحـى له وطـنا
عن حـضن عـينيه منفيٌّ ومـحـتجـبُ
ياللحـظوظ لكـم جـارت لتهـلكـني
متى تجود ؟ متى تعطي ؟ متى تهـبُ؟
يابحــر رفـقـا ولا تشـطط بأوردتي
خـذني حـنينا ودعني فيك أغـتربُ
قد جئت مـدّا وأشواقي سـتحـملني
وذا فـؤادي على كـفـّـيك يضطربُ
أطلق رياحـك قد أفـردت أشـرعـتي
على شـفـاهـك ثغـري بات يقـتربُ
إيه ودادي وعــشـقـي آهـة وقـدتْ
فـمـا تكـلّ ولا يخــبو لهـا لهــبُ
من يسـكن النار في روحـي ويخـمـدها
إلا فـيوضـك بالتحــنان تـنسـكـبُ