صورٌ من الذكرى

وذكرتُ دمعكِ نافراً
بالكحلِ يزهو على خديكِ
فمسحته بأصابعي
ومزجتهُ بمـــدامعي . . .
حتى يكون منكِ إليكِ



وذكرتُ . . . .
رشفة مبسمِ . . . .
يحكي الكؤوس المترعاتِ
ونضار خدٍ تستحي
منه الورود اليانعاتِ
وذكرت ضمة عاشقٍ
يخشى من الزمن الفوات



فبكيتُ



أجل



بكيتُ من شوقي إليكِ

وذكرت يوم وداعنا
حين التعاهد باللقا
حين الخدود تسربلت
بالدمع ثوباً محرقا
والصدر في زفراته
متحشرجاً متمزقا
وذكرت تأكيد العهود
وأنه
من بعد شهرٍ في النوى
يكنِ اللقا



ذكرت ذلك كله



فبكيت
من شوقي إليك

وذكرت أن الشهر مَرّ
وظننت أن الدهر مَرّ
وعلمت أن الصبر مُرّ
والشوق يا ليلى أمَرّ
فإلى متى :
إصلِ الصباح مع السحر . .؟
وإلى متى :
تقتات أجفاني السهر
وإلى متى :
لا ينقضي ذاك الشهر
أيضيع عمري لهفةً
وتضيع أيامي قهر



يالهفتى الحرّى عليكِ
سأموت من شوقي إليكِ

لا تَلُمْنِى إنْ خَطَوْتُ فَوقَ زَهْرِ اليَاسَمِين ذاكَ الذى رَوَيْناهُ سَويِاً بأَحْلامِ العَاشِقِين وسَحَقَتُ العِطْرَ فيِه صَارَ أثَراً بالأديِم ودليِل التَائِهيِن ورَمَاداً ..وشتَاتَاً وعَبيِرَاً مِن نَزَق

لا تَلُمْنِى إن ركَضتُ علَى شَواطِىء الحَلمِ العَليِل أسْحَقُ بأَقدِامِى كلَ قصْر مِن رِمَال كَرِهتُ حتَى الحُلم والوَهَجَ الضَئيِل وكَرِهتُ آتِى الأيَامِ وكَلِمة مُستحيِل لا تَلُمْنِى .. يَا صَاحِبِى فالحُلم فيِنَا كَانَ حُلْماً ..مِنْ وَرَقَ

كلُ الحساباتِ التي في العشقِ تُفرَضُ دائمًا
حِيَلٌ تُقالُ وما لهُنَّ أساسْ
قد نَستطيعُ ..
رصدَ زلزالٍ أتى
لكننا لا نَستطيعُ بأيِّ حالٍ نَرصدُ الإحساسْ
نبضُ القلوبِ ، حنينُها ،
أشواقُنا ، آلامُنا ...
شيءٌ مُحالٌ في الوجودِ يُقاسْ
فقلوبُنا مثلُ اللآلئِ مُنيتي
وعلى القلوبِ تُخَيَّرُ الحُراسْ
فهناكَ قلبٌ مِن حَجرْ
وهناكَ قلبٌ قِطعةٌ مِن ماسْ
إيَّاكِ أن تتصوَّري
أن القلوبَ تَشابهَتْ
إلا إذا ..
يومًا تَشابَهَ شكلُ كلِّ الناسْ
فالعمرُ يُحسَبُ بالسنينِ حبيبَتي
لكننا في العشقِ نَحسُبُ
حُرقَةَ الأنفاسْ